الجمعة، 28 مارس 2014

طلابي العز


طلابي المجد
للشاعر الشيخ : صقر بن سلطان القاسمي - رحمه الله

طلابي المجد أقصاني عن الكسلِ
وسوء ظنيَ نجاني من الخطل 
وطول إخلاصيَ الأصحاب علّمني
أن الخيانة شأن العاجز الوكِل
وقَطْعيَ البيدَ فرداً لا أنيسَ معي
أوحى إليَّ بأن الرزق في العملِ
جزى الإله الليالي في تقلبها
خيراً وإن مزجت لي الصاب في العسلِ
فهي التي من صحابٍ كنت أمحضُهمْ
ودي، أبانت ثيابَ النصحِ عن دغلِ
ففيمَ أتْهَمُ أيامي وأشنؤها
وعزمة الجدِ تمحو ورطةَ الفشلِ
هو الزمان فما ينبيك سيرته
مثلي فكم غالَ واهي النفس بالغِيَلِ
كفى به لأريب النفس حازمها
ما حازَ من ثقةٍ في الحادث الجللِ
فالناس ضدَّان في الدنيا فواحدها
من بات من شرها المصبوب في شغلِ
راضَ الأمورَ فلم تثنِ عزيمتهُ
مصائبُ النكبات السود بالخطلِ
لا يستوي والتي أهدتهُ زخرفَها
أو أغدقته بسيلٍ من ثرى وبلِ
أو أورثته فخاراً من أوائلهِ
ما كدَّ فيهِ ولكن خُطَّ في الأزلِ
لو أنصفتنا الليالي ما رأيتُ أخا
علياءِ عن لذة الدنيا بمنعزلِ
يثبط الدهر منه كل بادرةٍ
لو جاد دهر دعا بالسيد البطلِ
يا لائمي عن طِلاب المجدِ عن سفهٍ
عذراً فليس قبوع الدار يصلح لي
فما ينال العلى إلا أخو هممٍ
سيان مرتعها في الحل والنقل
ماضي العزيمة لا تلهيهِ غانية
أو بات مشتغلاً في الناسِ بالحيل
أو قام يذكر أجداداً له سلفوا
بنوا بجد الظبا مجداً على زُحَلِ
من رام بالوهمِ مجداً لا أساس له
جنى الخسارَ ولم يسلم من الزللِ
وعقّه الأهلُ وانهالت بساحتهِ
إساءةُ الناس من حافٍ ومنتعلِ
دعني أجوب الليالي المقفرات فلا
تلقى سوى الجد درعي والعلا سُبلي
وخلني أركب الأهوال ممتطياً
سوابق العزم في حلٍ ومرتحلِ
بئس الكسول وبئس الحي منزلةً
إن عشت مستجدياً فيه لمنتحلِ
إن لم أشارك صقور الجو منزلها
تستاقني الريح من أهلٍ إلى عملِ
وأستمدُ من الأخطار إن عصفت
درس الحياة فتغشى الجد بالجذل
فلا حوتنيَ من عدنان منزلةٌ
يوم الفخار ولا جاد الحيا مَحِلي
يا نفس إياكِ والأوغاد إنهمُ
شرُّ الأنام وإن كانوا ذوي خَولِ
أو تصحبي عاجزاً لو كان من رحمٍ
فعاجز الرأي مدعاةٌ إلى الفشلِ
كوني عصاميةً وإبني بعزمكِ ما
بنى الجدود وبالأوهامِ لا تئلِ
وراقبي الله في سرٍ وفي علنٍ
وارجي معونتهُ في السهلِ والجبلِ
ولا تغرُكِ من دنياكِ بارقةٌ
فليس يُروى سراب الصيفِ من غللِ
أين الطغاة ومن دانت لهيبتهم
هامُ الملوك وعزُ السادة الأول
مضوا كأمسٍ وهدَّ الدهر ما عملوا
وما أشادوه من مجدٍ ومن دولِ
تالله ما خَلَدَ ابن الطينِ مفخرةً
كحسن سيرتهِ والنصحِ في العملِ
فطيشةُ الجهلِ قد ولى الشباب بها
حتى متى ونذير الشيب يصدح لي