الجمعة، 10 يناير 2014

قصيدة قومي للشيخ صقر بن سلطان القاسمي





يا وحي بلِّغ أحبائي وخلاّني
مني التحيات واشرح بعض أشجاني
وقل ، كئيباِ ، تركتُ الهمَّ يصرّعهُ
يهفو لكم منه قلب بالأسى عانِ

فلا تبدلَ عن عهدِ الولاءِ ولا

عن الوفا حاد يوما ما لإنسانِ
ولا نأى بإختيارٍ عن مرابعكم
لولا الظروفُ وما للدهر من شانِ
سقياً لأيامنا والشمل مجتمعٌ
وجادها الغيث منهلاًّ بهتَّانِ
أيام أسحبُ ذيل الأنس مغتبطاً
بنعمتي إن دعوتُ السعدَ لباني
وللهوى من فؤادي منزل حُجبت
أبوابه عن مقال الحاسد الشاني
روحي فدى ظبيةٍ في الحي آمنة
وإن يلمنيَ فيها المخلص الداني
سقت فؤادي من ثدي الرضا زمنا
فكيف أنسى وما الهجران من شاني 
يا عاذلي هات لي قلبا أطيق به
سلوى الأحبة أو دعني وميداني
أقسمتُ بالله لا أنفك أحفظُ ما
قد خلَّدَ الحب في قلبي ووجداني
مهما سقتني صروف الدهر من نكدٍ
فإنني ذلك الراعي لإيماني
قومي وإن منعتني عن زيارتِهم
سودُ الخطوبِ فهم قومي وأعواني
بهم هيامي وهم عزِّي ومفخرتي
وهم رشادي وهم جندي وإخواني
إن فاخروا فلهم فضلٌ ومكرمةٌ
أو نُوزِلوا أصلوا الأعدا بنيرانِ
يا وحيَ قلبي وهل إلاّك يُسعدني
إن غيَّر الدهر أحبابي وخلاّني
قف بالمرابع من أنحاء "شارقةٍ"
مصرحا عن صباباتي وأشجاني
وبُثَّ شوقي إليهم والذي صنعت
بيَ النوى بعدهم.يا وحي وجداني
وخُصَّ ربِّ المعالي وإبن بَجْدَتِها
بحر العلوم ومأوى القاصد العاني
بالله فاهدِ تحياتي إليه وما
يُكِنُّ قلبي فَحّرُّ الشوقِ أضناني
لا الهند وهي عروس الشرق منسيتي
ولا ربوعُ حماها ذكرُ أوطاني
ربِّ الفضيلة سل مهد الجهالة ما
جنى علينا عسى يُدلي ببرهانِ
عَيبٌ علينا نرى أوطاننا رَسَبَتْ
في حمأة الجهل لا علم ولا بانِ
ماذا نقول إذا ما صاح واجبنا
ماذا إدخرتم ليومِ الروع من شان
لا العلم وهو السلاح الحق يسعدنا
إذا دُعينا وما فينا سوى وانِ
خلائف الرسل هذا واجبٌ فخذوا
إلى طريقٍ من الأخلاقِ مزدان
أنتم دعاة الهدى والرشد شأنكمُ
فإن سكتًّم فما إلاّكمُ جانِ
حضوا بربكمُ آباءنا ورِدوا
بنا الطريق إلى علم وعرفان
وحطِّمُوا ما أثار المغرضون بنا
من التفرق في دين وأوطان
"عُمان*"والشرق والسمحاءُ تجمعهُ
شِيدتْ دعائمه الغرا بقرآن
المسلمون به لا فرق بينهمُ
فما لنا قد قسمناه لأديان
رب الفضيلة عفواً إن طغى قلمي
فإنه لصريح الحق أهداني
حزَّت فؤادي حزازات التفرق في
ديني فقمتُ أناديكم بأحزاني
وساءني أن أرى قومي وقد شُغِلوا
عن مطلب الحق والعليا بأضغان
بالله ماذا دعاةَ الحق ثَبَّطكم
عن التآلفِ ، هذا "مذهب ثانِ"
الدين لله يهدي من يشاء إلى
دار السعادة ما في ذاك أمران
دعوا التطاحن فيما بينكم وعظوا
منا الجهول بإرشاد وبرهانِ
"وعلموا كل حيٍ عند مولده
عليك بالله والأوطان دَيْنانِ"
بالله لا تُهملوا حَظّ البنات فما
بنى سواهن في أخلاقنا بان
البنت مدرسة إن ماعُلّمتْ خلقت
روح التآلف في شيبٍ وشبانِ
البنت أم بنينا فاخلقوا لهم
عرشا يحاط من التقوى بكيوانِ
إني لتحزنني تلك الضعيفةُ قد
حيطت ولكن بسجن الجرم الجاني
ظلماً نرى العيب في تعليم واجبها
لو إهتدينا لقلنا عيبها الثاني 

*عمان: ويقصد بها إمارات ساحل عمان وهو ما كان يُطلَق على الإمارات المتصالحة قبل الإتحا
د

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق