الخميس، 9 يناير 2014

قصيدة الحقيقة

الحقيقة 
الشاعر الشيخ : صقر بن سلطان القاسمي

كسرْتُ على باب الحقيقة أوهامي
وناب لسان الحال عن نطق أقلامي
حسبتُ حسابا جائني اليـوم ضده
فيا صدق ما القى ويا كذب أحلامي 
مللتُ انتظاري كـل حيــن كأنني
مراقب آتٍ أو كمنتظــرٍ رامــي
وسايرتُ أيامي علــى عُنفوانهـا
وجاريت دهري وهو كالصاخب الطامي 
وأرسلتُ من شعري شظايا كأنمــا
هي النار يورى زندهــا كل مقدام
حماسٌ يهيب الطامحين إلى العلا
ويقمع هامَ الظلم منه بِرَجَّام
فـدىً لبني قومي تليدي وطارفي
وللوطـن الغالي وللسؤدد السامي
أرى الشرق مهمـا بدد الغرب شمله
وعاشت أيادي البغي فيه بإرغام
لكالجســم إما أن عضـوا لما به
تداعت له الأعضاء بالألم الدامي
نـذرتُ له عمـري فإما حياتـه
كما يشتهي حــراً يُلَقى بإكـرامِ
وإما ممـاتٌ يُعذر الجهــدُ بعده
وارتاحُ فيه من همـومي وآلامي
فإن يبدُ رسمي تعلُه سورة الأسى
فما هو إلا الهم أفتى بإعدامي
وآلمني أنــي أرى كــل سيــد
يُسام الأذى والفَدْمُ يلقى بإنعام
أطــلُّ على دنيا أرى كل أهلها
مصائد أغراضا وصيدا لأوهامِ
بكيت شبابي في شبابي فما ترى 
إذا ما علا شيبي بجحفلـه هـامي
وكم نكبة في نكبة إثر نكبة
تصدرتُها كالطود لم يكْبُ إقدامي
واقسمت لا أثني عن الحق مقولي
ولا أجتلي إلا من الصدق الهامي
ولا أبذلن الحب إلا لموطني
ولا أُجرين إلا لعلياهُ أقلامي
وإن لم أذد عنه إذا الحربُ شمرت
فلا عــزّ أخوالي ولا بـزّ أعمامي
ويؤلمني وحي الحقيقة إذ أرى
مقاصيرُ آمالي تُهد وأحــلامي
"ولو كان سهما واحداً لاتقيته”
ولكن جيوش من سيوفٍ وأقلام
إذا كرّ خطبٌ قلت علَّ لنا غـداً
سنا بارقٍ يهدي إلى الخير أقدامي
بنو لغة القرآن هـلاّ إفاقـة
من السّكر تثني الخصم عن سكره الجام
فقد حطمتنا يا لقومي مصائـبٌ
أناخت ولم تحفل بحـولٍ وإعلامِ
أناخت وداء الضغن قد هدَّ عزنا
وحين لهونـا بالهوى عن شبا الرامي
فهـلاّ كفى ما ولّدَ الخصمُ بيننا
شقاقـا وتبديــداً بنفثة سمّـامِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق